شراكة واعدة بين صربيا والصومال: تعاونٌ متجدد على أسس تاريخية قوية
في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس حرص البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية، أجرى وزير خارجية صربيا مكالمة هاتفية مثمرة مع نظيره الصومالي، الوزير أحمد معلم فقي. وقد تم خلال هذه المحادثة بحث سبل تعميق التعاون بين جمهورية صربيا وجمهورية الصومال في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
أكد وزير خارجية صربيا، خلال المكالمة، أن العلاقات بين البلدين ليست حديثة العهد، بل تستند إلى تاريخ مشترك عريق، يتمثل في عضويتهما السابقة في حركة عدم الانحياز، والتي مثلت منصة للتضامن والدفاع عن السيادة الوطنية للدول النامية بعيدًا عن الاستقطاب الدولي. هذا الإرث التاريخي يمنح علاقات البلدين بعدًا معنويًا وسياسيًا مميزًا.
من أبرز النقاط التي تناولتها المحادثة، التزام البلدين بالقانون الدولي، وحرصهما على احترام مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقد شدد الجانبان على أهمية التنسيق في المحافل الدولية والعمل المشترك من أجل إرساء قواعد العدالة والسلام العالمي.
كما تم التطرق إلى إمكانيات التعاون الاقتصادي والاستثماري، حيث تمت الإشارة إلى عدد من المجالات الواعدة، مثل الزراعة، والطاقة، والتعليم، والتكنولوجيا، وهي قطاعات يمكن أن تشكل أرضية خصبة للتعاون الثنائي في المستقبل القريب.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المحادثة تأتي في وقت تتجه فيه الدول نحو تنويع شراكاتها الخارجية وتعزيز علاقاتها مع الشركاء الدوليين الذين يتشاركون معها القيم والمصالح. وتمثل الصومال شريكًا استراتيجيًا مهمًا في القرن الأفريقي، ما يفتح أمام صربيا آفاقًا جديدة على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي.
في المقابل، تنظر الصومال إلى صربيا باعتبارها دولة ذات تجربة مميزة في تجاوز التحديات السياسية والاقتصادية، وتطمح إلى الاستفادة من خبراتها في مجالات بناء الدولة، وتنمية البنية التحتية، وتعزيز مؤسسات الحكم الرشيد.
ختامًا، تعكس هذه المحادثة الهاتفية رغبة حقيقية من الطرفين في بناء شراكة مستدامة قائمة على الاحترام المتبادل، والتاريخ المشترك، والتفاهم في القضايا الدولية. ومن المنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات عملية لترجمة هذا التفاهم السياسي إلى برامج تعاون ملموسة تخدم مصالح البلدين والشعبين.