تفجير جسر باريري مجددًا.. ضربة جديدة للبنية التحتية والتنمية في شبيلي السفلى
في حادثة مأساوية جديدة، فجّرت حركة الشباب الإرهابية جسر "باريري" الحيوي في إقليم شبيلي السفلى جنوب الصومال، وذلك للمرة الثانية على التوالي. يُعد هذا التفجير عملًا تخريبيًا متعمّدًا يستهدف زعزعة الاستقرار وعرقلة جهود الحكومة والمجتمع في تحقيق التنمية وإعادة الإعمار في المناطق الريفية.
جسر باريري ليس مجرد ممر عبور، بل يُمثّل شريانًا استراتيجيًا يربط بين ضفتي نهر شبيلي. يعتمد سكان المنطقة، ومعظمهم من المزارعين، على الجسر لنقل المنتجات الزراعية إلى الأسواق، بالإضافة إلى تسهيل تنقّل الأفراد بين القرى والبلدات المجاورة.
تسبّب التفجير في عزل العديد من القرى وقطع الطريق أمام المزارعين والتجّار، مما أدى إلى توقف حركة التجارة المحلية. وتشكل هذه العزلة الاقتصادية تهديدًا مباشرًا لمصدر رزق آلاف العائلات التي تعتمد على الزراعة كدخل أساسي، وهو ما يُنذر بأزمة معيشية قادمة.
لم تقتصر الأضرار على الاقتصاد، بل امتدّت لتشمل المجال الإنساني. فالطرق التي تمر عبر الجسر كانت تُستخدم لنقل الأدوية والمساعدات الغذائية والإمدادات الأساسية. ومع تدمير الجسر، بات الوصول إلى هذه الخدمات أكثر صعوبة، ما يزيد من معاناة السكان.
الجسر كان قد خضع لأعمال ترميم قبل ثلاث سنوات فقط، في محاولة لدعم التنمية المحلية. ويمثل تكرار استهدافه رسالة واضحة من الجماعة الإرهابية بأن هدفها الحقيقي هو تعطيل كل ما من شأنه أن ينهض بالمجتمع الصومالي ويخرجه من دوامة الصراع.
الحكومة الصومالية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز الأمن وحماية المنشآت الحيوية، والعمل على إعادة إعمار الجسر بشكل عاجل، بالتوازي مع دعم المجتمعات المتضررة ومواصلة مكافحة الإرهاب بكل السبل الممكنة.